ينبلج النور، وتُطوى أمامه جحافل الظلمات.
ويكتشف العلم الواقع، فتتهاوى أمام سلطانه المسلَّمات.
ويستمر دفقًا، لا يخضع لقوانين التوفق والانتهاء.
فهو يستمد نوره، من نور السماوات والأرض.
فتفنى الحياة، وتشرف الأرض بنور ربها.
وينتهي عمر الإنسان ! ويضيء العلم جنبات الكون.
ويزداد دفقه توهجًا مستمدًا طاقته من العليم البصير.
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ}
ويسعى العباقرة الإنسانيون لاستثمار جهودهم، عدلاً يعم الحياة، ومساواة تسود المجتمع، وأمنًا يقضي على الجريمة.
ويستغل المجرمون، جهود المخلصين، ويسخرون اكتشافاتهم الإنسانية، ومعرفهم التقنية – لعكس ما أرادوه- فيطورّون بواسطتها أساليبهم الإجرامية، ويدخلون عليها تقنية تزيد الجريمة غموضًا وانتشارًا.
أما العلم فيبقى في مجاله، يعمل ويكشف، ويضيء يوضح، لأن رائده الحقيقة، وإن سطا عليها من يحولها إلى شرٍ مستطير.
ويبقى الإنسان الضحية ! حائرًا في اختياره، فهو في اكتشاف الواقع ومعرفة المجهول، تتراءى له السعادة والحضارة، ونعيم الحياة المقيم.
ولكنه بما يشاهد من أساليب الإجرام الحديثة، واستهداف حياته وحريته وماله، وضح النهار ! يتمنى أن يجد مأمنًا على حياته، أو ملاذًا هادئًا يحفظ له ماله، ويحمي حريّته، لو كان ذلك على حساب حضارته ورقيّه.
اذ لا هناءة عنده، وسط واحة من المسرات والمباهج، وسياج من الفلق وخوف المصير.
ولا قيمة لديه لحياة مليئة بالمخاطر، ممزوجة بالرعب منغصة بالاضطراب، يتهددها المصير القاتم كل حين.
فهل لسعادة الحياة أن تجنى خالصة من ألم الخوف ؟ مصانة من كدر الرعب والاضطراب ؟ يأمن فيها الانسان على نفسه من اعتداء أخيه الإنسان ؟